تصنيف المساقط الجزء الاول
تصنيف المساقط :
ليس من السهل أن نضع تصنيفا
واضحا و جامعا لمساقط الخرائط. فهذا أمر تكتنفه صعاب عديدة , و ذلك بسبب كثرة
المساقط و تداخلها في بعضها البعض .
فمن العلماء من يصنف المساقط على أساس نوعي
حسب الغرض الرئيسي الذي تحققه .
و من ثم تقسم المساقط إلى أربعة أنواع ذكرناها من
قبل و هي: مساقط المساحات المتساوية
و مساقط الشكل الصحيح و مساقط
الاتجاهات الصحيحة و مساقط المسافات المتساوية.
على أنه من الممكن أن نصنف
المساقط تصنيفا مرضيا إذا اعتمدنا في هذا التقسيم على أساس إنشائها . فبالرغم من
كثرة عدد المساقط ، إلا أن عددا قليلا منها هو ما يمكن إنشاؤه حسب مبادئ الرسم
المنظور( الإسقاط ). أما معظم المساقط المستخدمة فقد استنبطت من معادلات رياضية ،
صيغت بشكل يضمن تحقيق خصائص معينة في الخريطة .
فهناك مجموعة مبسطة من المساقط
تسمى مساقط الرسم المنظور
perspective
Projection
، أي كما يبدو شكل شبكة
الأرض لنا حينما نسقطها على لوحة ورق وفقا لقواعد الرسم المنظور من حيث البعد
النسبي و الموقع النسبي لكل من مركز الإشعاع و السطح المستوي. و لفهم هذه المجموعة
نتصور كرة مصنوعة من الزجاج ومرسوم عليها شبكة خطوط الطول و العرض كما هي على الكرة
الأرضية. فإذا وضعنا مصباحا في وسط
الكرة الزجاجية ، فسوف تسقط خطوط الطول و العرض كظلال على أي سطح مستو ملامس لها .
فيمكن للوحة الرسم أن تلامس أحد
القطبين فينتج عن ذلك مسقط تشع فيه خطوط الطول من نقطة القطب نحو الخارج كخطوط
مستقيمة ، بينما تظهر دوائر العرض كدوائر مشتركة المركز، و تتزايد المسافة بينها
كلما بعدت هذه الدوائر عن القطب.
و يسمى هذا النوع من المساقط
المساقط
المستوية
Projections
zénithales
.
أنظر الشكل رقم
(1أ)
المساقط المنظورة.
و باستخدام نفس مبدأ الظلال ، يمكن استنباط مسقط منظور
مماثل إذا لففنا اسطوانة من الورق حول الكرة الزجاجية بحيث تلامس
لكرة على طول خط الإستواء و ليس نقطة كما في الحالة السابقة.
و يسمى هذا النوع من المساقط المساقط
الأسطوانية
Projections cylindriques
أنظر الشكل رقم
(1ب)
لاحظ أن خطوط الطول و العرض تظهر في هذا
المسقط كخطوط
مستقيمة تقطع بعضها الآخر بزوايا قائمة.
و النوع الثالث من المساقط المنظورة هي المساقط المخروطية.
Projections coniques
و يعتمد أيضا على نفس
مبدأ
الظلال الساقطة
و ينتج هذا المسقط إذا وضعنا مخروطا من الورق
على الكرة الزجاجية , بحيث تكون قمة المخروط فوق
القطب مباشرة ,و يلامس المخروط الكرة الزجاجية
على طول دائرة خط عرض ، و بالتالي سوف يكون إسقاط خطوط الطول كخطوط
مستقيمة
بينما تظهر خطوط العرض
كأقواس من دوائر مشتركة المركز
أنظر الشكل رقم
(1ج).
كل هذه المساقط التي نحصل عليها
نتيجة استخدام مبدأ الظلال الساقطة تسمى مساقط الرسم المنظور. و لكن إذا عدلنا
تنسيق خطوط العرض و الطول ، بالاستعانة ببعض القوانين الرياضية ، فسوف يكتسب مسقط
الخريطة خصائص جديدة تفي ببعض المطالب الخاصة. و لن يظل المسقط بعد هذا التعديل
مسقطا منظورا, و إنما يسمى مسقط معدل
(لامنظور)
Projection non – perspective.
و بالإضافة إلى المجموعة السابقة الذكر، هناك
المساقط التي تنشأ على أساس رياضي بحت و يسمى هذا النوع من المساقط ، المرسوم على
أساس المعادلات الرياضية ، بالمساقط الرياضية أو الاصطلاحية
Projections
conventionnelles
وباعتبار أن المساقط
المنظورة،والتي تسمى كذلك بالمساقط الهندسية،هي
أكثر المساقط استعمالا في الداسات الجغرافية العامة فسنستعرض فيما يلي أهم أنماط
هذا النوع من المساقط. لكن قبل ذلك علينا أن نتعرف على بعض المصطلحات التي ستصادفنا لدى دراستنا لأنواع المساقط وهي
:
1 ـ مستوى الإسقاط : و هو المستوى الذي يتم عليه إسقاط شبكة خطوط
الطول و العرض ، و تمثله لوحة أو ورقة الرسم ، و يمكن أن يكون مستوى الإسقاط في صور
مختلفة منها المستوي و المخروطي و الأسطواني.
2 ـ نقطة
التماس : وهي النقطة التي يمس فيها مستوى الإسقاط
الكرة الأرضية المجسمة ، و يلاحظ أن هذه النقطة تظهر بحقيقتها على مستوى الإسقاط ،
أي أنها المكان الوحيد الذي تكون فيه
كل متطلبات المسقط ، من مساحة و شكل و اتجاه ومسافات ، صحيحة.
3 ـ
التشويه :
يعني التشويه في إسقاط الخرائط أن المنطقة
المسقطة لم تظهر كحقيقتها على الكرة الأرضية مما أدى إلى بعض التغييرات عليها.
4 ـ مركز
الإسقاط :
و هي النقطة التي نتخيل عندها المنبع الضوئي
، و في حالات الإسقاط سنجد أن مركز الإسقاط يكون إما في مركز الكرة الأرضية ، أو
ملامسا لدائرة الإستواء عند الطرف المقابل لنقطة التماس ، أو خارج الكرة
الأرضية.